Archive for the ‘أديان’ Category

يقول انشتين

2011/03/06
إن أجمل انفعال يمكن أن تهتز له نفوسنا هو الانفعال الصوفي. فهو أصل كل فن و كل حق. فمن ينعدم فيه هذا الشعور ولا تجد الدهشة سبيلا إلى نفسه و يحيا هلوعا جزوعا- إن هذا ميت و السلام.
إن معرفة أن ما لا ندركه موجود حقّاً، و يتجلى حكمة و أي حكمة، و جمالا و أي جمال! فلا ترى منه ملكاتنا الفقيرة غير أشد صورة فجاجة- أقول هذه المعرفة، إن هذا الشعور هو محور الشعور الديني الصحيح.
بهذا المعنى، و بهذا المعنى وحده، أضع نفسي في مصاف الرجال المتدينين تدينا عميقا.


من كتاب انشتين و النظرية النسبية للدكتور عبد الرحمن مرحبا

متابعة ما وجدنا عليه آباءنا…

2009/09/05
لا آراء حول مسلمات مقترحة، طيب، أظن أن لا خلاف بين المسلمين على القرآن الكريم مثلا، هل يمكننا اعتبار القرآن الكريم (للمسلمين) مكان يمكن أن ننطلق منه؟

لا أحاول القول بأن نبحث عن ما يجمع فرقا أو طوائف أو … لا، ولا أدعو أحد بأن يتحول عن معتقده الموروث و لكن إن سلمنا بما هو موروث دون علم فنحن ممن تليق بهم الآية الكريمة (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون)، لكن أدعو أن نقرأ و نفكر بما هو لدينا منطلقين مما لا يقبل الشك بالنسبة لنا غير متأثرين بعواطف أو خوف.

عند ذلك قد نصل لمرحلة نؤمن بها بما هو موروث لدينا من معتقدات أو قد نكفر بها، المهم أننا فكرنا و آمنّا عن قناعة أو كفرنا عن قناعة، فالله أعطانا القدرة على التفكير لنفكر لا لنقلد.

———–
أحيانا فكرة صغيرة تتخرب عندما يتم تكبيرها أو التوسع في قولها.

وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها

2009/09/01
(قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) الشعراء 74.
تكرر ما ورد في الآية الكريمة أكثر من مرة في القرآن الكريم كعبارة يحتج بها الخاسرون عندما يُسألون لمَ لمْ تؤمنوا؟.

هل نحن غير معنيين بالآية الكريمة؟
لو نظرنا إلى حالنا نحن البشر لوجدنا أن هناك من الأديان و الطوائف و الملل ما لا يمكن إحصاؤه، و حتى لو لم نأخذ بالاعتبار إلا الأديان السماوية الثلاث لوجدنا أن في كل منها طوائف كثيرة و حتى في الطوائف توجد تقسيمات على أسس متنوعة، البعض يعتقد بأنه من “الفئة المُختارة” و البعض يخرج عن كل دين عندما يفكر فلا يقتنع بما يؤمن به آباؤه و يذهب البعض إلى أن فعل “الخير” يُنجي بكل حال ليأتي عندها الاختلاف على مفهوم الخير.
أليس من السخف أن نقول ما يقوله الأقدمون من الفئة التي ننتهمي إليها؟ أليس تجاهلا واضحا للآية الكريمة؟

لو تحدثنا عن الفكر لدى معتقدي الطوائف و الأديان لوجدناهم مختلفين لا بل أكثرهم يعتبر كل من هو ليس منه مخطئاً، فهل من الصحي أن نسلم بما يقال دون أن نفكر؟ أنا لا أدعو للخروج عن المعتقد الذي يفترض أنه عليه هذا الإنسان و لكن ما الدليل على صحته؟
نعم، يقدم رجال الدين في أغلب الملل أدلة على صدق ما يعتقدونه، و لكن حتى هذه الأدلة ليست دائما جيدة، فمن الممكن في كثير من الأحيان تمرير اعتقاد ما دون دليل كاف على صحته في ظل دليل يمتد إسكاته للسائل قليلا، كما تستغل بعض الأدلة العاطفة أو الغباء أو “المعارف” الخاطئة للسائل، أو ربطا مغلوطا.

لو ضربنا مُثلا عن دليل مقنع لصحة قضية خاطئة، رياضيا:

يمكن إثبات أن 1 = 0 بعمليات رياضية تحوي عملية خاطئة (كالتقسيم على ما يمكن أن يكون صفرا) انطلاقا من علاقات صحيحة.
يمكن إبهار من يستمع بعملية قوية تستلزم إعادة نظر ليتم خلال هذه الإعادة النظر تمرير عملية خاطئة.
يمكن الإقناع بنتيجة سلسلة من العمليات الصحيحة على قضية خاطئة أصلا لكن موروث صحتها أو لم يتم تأمُلُها بما فيه الكفاية، للوصول إلى نتيجة مقنعة بصحة خطأ.

منطقيا لو نظرنا إلى مسألة ما و أردنا حلّها نقرأ ما هو لدينا من مسلّمات و هي قضايا لا تحتمل الخطأ (لا تحتمل الاختلاف على صحتها أو خطئها) -ضمن نطاق القدرة العقلية- أو قضية مثبتة بعمليات صحيحة انطلاقا من مسلمات للوصول إلى نتيجة منطقية، بعيدا عن المؤثرات.

فإذا عدنا إلى المعتقد الديني، ما هي المسلمات التي يمكن ان نقبل بها؟

أكمل لاحقا، و أحب أن أرى آراء عن مسلمات يمكن القبول بها.

مختارات

2008/08/26

جاء في البخلاء – الجاحظ :

ومن يشك أن الوحدة خير من جليس السوء؟ وأن جليس السوء خير من أكيل السوء؟ لأن كل أكيل جليس، وليس كل جليس أكيلاً.
فإن كان لابد من المؤاكلة، ولابد من المشاركة، فمع من لا يستأثر علي بالمخ، ولا ينتهز بيضة البقيلة، ولا يلتهم كبد الدجاجة، ولا يبادر إلى دماغ رأس السلاءة، ولا يختطف كلية الجدي، ولا يزدرد قانصة الكركي، ولا ينتزع شاكلة الحمل، ولا يقتطع سرة الشصر، ولا يعرض لعيون الرءوس، ولا يستولي على صدور الدجاج، ولا يسابق إلى أسقاط الفراخ، ولا يتناول إلا ما بين يديه، ولا يلاحظ ما بين يدي غيره، ولا يتشهى الغرائب، ولا يمتحن الإخوان بالأمور الثمينة، ولا يهتك أستار الناس بأن يتشهى ما عسى ألا يكون موجوداً.

قال زرادشت في أحد أناشيد الغاثا – فراس السّواح :

الحق أقول لكم، إن هناك توأمين يتنافسان منذ البداية. اثنان مختلفان في الفكر وفي العمل. فروح خبيث اختار البهتان وثابر على فعل الشر، وروح طيب اختار الحق وثابر على فعل الخير ومرضاة أهورا مزدا. وعندما تَجابَه الاثنان لأول مرة أبدعا الحياة ونقيضها. ولكن عندما تحين النهاية فإن من اتبع البهتان سوف يُرَدُّ إلى أسوأ مقام، ومن اتبع الحق فسوف يُرَدُّ إلى أسمى مقام.

قام متمم بن نويرة :

لقد لامني عند القبور على البكا     رفيقي لتذراف الدموع السوافكِ
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا     دعـوني فهذا كله قبر مالكِ